اختيار موضوع البحث

بسم الله الرحمن الرحيم

يعد اختيار موضوع البحث أهم وأصعب خطوه تواجه الباحث خصوصاً طلابنا في المدارس، لذلك سأقوم بتسليط الضوء على هذه الخطوة الحساسة بشيء من التفصيل والتوضيح.

قبل كل شيء أحب أن أوضح أن الحيرة في اختيار موضوع البحث شيء طبيعي لأنها أول خطوه في خطوات البحث ومن المعلوم أن أول خطوه  في أي مشروع هي تاريخه الكبير بعد ذلك. لذلك هنا ربما يتعرض الباحث للخوف أو عدة مخاوف منها الخوف من الفشل ، أو الخوف من عدم القدرة على استكمال البحث إما لضيق الوقت أو لغياب المعلومات ، أو الخوف من الجهد الذي يحتاجه البحث ، هذا إلى جانب أن الباحث لم يُكوّن بعد خلفيته العلمية التي تدفعه للتقدم . إذا ما هو الحل ؟

الحل هو أن يتحلى الباحث بالشجاعة والإيمان !

أما الشجاعة فهو يحتاجها لكي يتغلب على كل مخاوفه، واثبات انه قادر على أن يفعل شيء مهما كان بسيطاً. ويحتاج للإيمان بنفسه وبما رزقه الله من قدرات ومواهب .

بعد هذه المقدمة أود أن اسأل : كيف اختار موضوع بحثي ؟

يشترط قبل البدء في أي عمل بحثي أن يكون هناك اهتمام شخصي من الباحث ولذلك أقول لطلابي ابحثوا في أنفسكم واسألوها :

س/ ما هي اهتماماتي ؟

س/ ماهية قدراتي ومواهبي ؟

س/ ما هي مشاكل وحاجات المجتمع من حولي ؟

- ضع كل سؤال في ورقه ( من الأفضل عمل ذلك في مدونة البحث ) ثم قم بعمل عصف ذهني للإجابة على هذا السؤال ، ولا تكتفي بإجابة واحده بل أكثر من الإجابات .

- اعد قراءة إجابات الأسئلة السابقة واستخدم  قلم فسفوري في تمييز أفضلها بالنسبة لك.

- شاور أصدقاؤك وولي أمرك ومعلمك أو أي مختص يمكنك التواصل معه في المواضيع التي توصلت إليها ، قد تسمع تحفيز وتشجيع يزيد من عزمك أو نقد يصحح مسارك بتطوير فكره أو تغييرها بأفضل منها .

- غالباً ستكون المواضيع التي وقع عليها الاختيار مناسبة جداً لعمل بحوث علمية ولكنها مثل البترول الخام تحتاج إلى إعادة تكرير كي يستفاد منها، بمعنى أخر يجب أن نقوم بصياغة المواضيع بحيث تحتوي على متغيرين مستقل وتابع قابلين للقياس والتجربة.

- يجب التأكد من أن الموضوع أصيل بمعنى أنه جديد أو يعرض فكرة جديدة بالبحث عنه في الإنترنت .

- ينبغي أن يسهم هذا الموضوع في إضافة علمية معينة .

- بعد ذلك يعاد النظر في المواضيع للتعرف على إمكانياتنا في تنفيذ أحدها من حيث توفر الوقت ومصادر المعلومات والأدوات التي سنحتاجها في إجراء التجربه.

- بعد ذلك كن مستعد للإجابة على هذا السؤال: من أين أتتك فكرة هذا البحث ؟؟

إذا كنت قد اتبعت ما ذكرته لك سابقا لا شك عندي بأنك ستجيب على السؤال بحماس يكتسح السائل لان موضوع بحتك جاء منك حينما سوئلت عن اهتماماتك وقدراتك وحاجات المجتمع ومشاكله من حولك .

مثال 1 :

نفرض أن احد الطلاب كتب من ضمن اهتماماته FaceBook وهو موضوع خام ، نقوم بصياغته على شكل متغيرين مستقل وتابع قابلين للقياس والتجربة ( سيساعد البحث في النت على اختيار المتغيرات  ) فقلنا التالي : اثر الفيسبوك على رفع مستوى الثقافة !

وعند البحث والقراءة في الموضوع وجدنا اننا نواجه صعوبة في قياس هذا الأثر . لذلك قررنا أن نعيد الصياغة الى شيء نقدر عليه فنقول مثلاً أثر ساعات استخدام الفيس بوك على التحصيل الدراسي للطلاب . نلاحظ انه من السهل قياس الساعات التي تقضيها العينة التي سنجري عليها الدراسة كمتغير مستقل ، وقياس درجات التحصيل الدراسي لنفس العينة كمتغير تابع .

مثال 2 :

نفرض أن احد الطلاب كتب من ضمن حاجات ومشاكل المجتمع من حوله الضوضاء وهو موضوع خام ، نقوم بصياغته على شكل متغيرين مستقل وتابع قابلين للقياس والتجربة ( سيساعد البحث في النت على اختيار المتغيرات  ) فقلنا التالي : اثر الضوضاء في رفع ضغط الدم .

 نلاحظ انه من السهل قياس الضوضاء بالديسبل للعينة التي سنجري عليها الدراسة كمتغير مستقل ، وقياس ضغط الدم لنفس العينة كمتغير تابع .


أرجو أن اكون قد أسهمت في توضيح هذه الخطوة المهمة ، بالتوفيق للجميع ..

لكي تعم الفائدة للجميع ارجو التعليق والاستفسار في الخانة المخصصة للتعليقات

مع مراعاة عدم كتابة عناوين المواضيع التي ستشاركون بها في المسابقة حفظاً لحقوقكم الفكرية